Wednesday 21 November 2007

الرسالة

بعد وصولى لميونيخ بيومين أخبرنى المسئولين عن إدارة السكن بالمركز الإسلامى التابع لة السكن عن وافد جديد على المدينة سيشاركنى غرفتى ، وليد طالب دكتوراة، وصل الضيف الجديد تعرفنا شخص فى غاية الذوق والإحترام .. بعد أيام بدأ فى البحث عن سكن آخر يناسب أسرتة الصغيرة حتى يتلائم مع الشروط المطلوبة للمساحة لبوليس الأجانب للموافقة على إستقدام أسرتة، أسرتة تتكون من زوجتة وطفلين، إستغرقت منة رحلة البحث أكثر من شهر دون جدوى لم يتوانى خلالها فى سؤال كل من يقابلة عن سكن، السكن فى ميونيخ مرتفع الثمن جداً ، وفى إحدى المرات بعد عودتنا من إحدى الشقق التى كنا نعاينها وتراجع عنها لإرتفاع ثمنها توقف صديقى فى مكانة أثناء السير واليأس يعلو وجهة: لا توجد فرصة من إستقدام أسرتى، كل الطرق مسدودة وبوليس الأجانب سيستدعينى خلال أيام لتقديم عقد إيجار السكن المناسب الذى لم أجدة حتى الآن وسيرفضون الإستقدام لعدم توافر السكن، إذاً لا داع للمزيد من البحث، إستوقفنى حالة اليأس التى تملكتة والتى قرر على أثرها التوقف تماماً عن البحث وبالأخص أنة لم بترك باباً وطرقة فى رحلة البحث، بدءاً من السكن الخاص حتى السكن الجامعى والسكن التابع للأفراد والإيجار من الباطن وغيرها حتى كاد فى إحدى المرات أن يقع فريسة فى عملية نصب، لكنى كنت واثق أن إستقدام زوجتة سيتم على أكمل وجه حيث لا يضيع الله سعى فى خير، فسألنى عن سبب تأكيدى ذلك هل أعرف طريق سكن ما؟ أجبتة نافياً .. إذاً لماذا أؤكد ذلك؟؟ أخبرتة ان الله لن يضيع تعبة أبداً ... أشاح بوجهة بعيداً متمتماً نعم لكن هناك شروط يلزم إتمامها بل لا بد من فرصة لم تصل للآن ولن تصل...تفرقناً حيث عدت لمدينى وإنتقل هو للسكن جامعى ثم سكن خاص عرضة عليه أحد الأشخاص بصورة قدرية يتكون من غرفتين وصالة لا تفى بشروط بوليس الأجانب ولم تنقطع بيننا الإتصالات حتى الآن وفى إحدى الأيام وجدت على هاتفى الجوال محاولة منة للإتصال بى فعاودت الإتصال بة لأجد صوتة مهللاً فرحاً يخبرنى بوصول زوجتة بعد 11 يوم إن شاء الله ... فتعجبت كيف ذلك؟ هل وفرت سكن مناسب لبوليس الأجانب؟ أجابنى لا ... إذاً ماذا حدث؟؟ قال: أبداً إتصلت بر زوجتى مند عدة أيام وأخبرتنى أن السفارة بالقاهرة إتصلت بها وطلبوا منها الحضور فى اليوم التالى لسبب مجهول حيث فوجئت بهم يمنحوها تأشيرة الدخول وأخبرتنى بذلك فقمت بالبحث عن تذاكر على أقرب رحلة طيران وإتصلت بك أبشرك .... سبحان الله مبارك والحمد لله أن جمع شملكم مرة أخرى وتركتة سعيداً فرحاً يستعد لإستقبال أسرتة الصغيرة وجلست متأملاً الموقف .. فإستدركت أن هناك شيئاً كان يجب أن أخبر صديقى بة فعاودت الإتصال بة...أنا:لم أشأ أن أذهب للفراش قبل أخبرك بشئهو: خير ؟!أنا: هل تجد السكن الذى تقيم فيه حالياً مناسباً لأسرتك؟هو: نعم غرفة للأولاد وغرفة لى وغرفة معيشة بها جهاز تلفاز ومكتبة و..و...و....أنا: كيف وجدتها؟هو: ماذا جرى؟ ما كل تلك الأسئلة؟ فأنت تعلم أن د.محمد فوزى هو من عرضها علىَ دون أن أسألةأنا: إذا لم تبذل جهداً فى توفير السكن الحالى والذى من وجهة نظرك يلائم أسرتك ؟هو فى فراغ صبر: نعمأنا: هل وفرت السكن المناسب لبوليس الأجانب؟هو: لا أدرى مغزى لكل تلك الأسئلةأنا: أجيبنى من فضلك ... هل وفرت السكن المناسب لبوليس الأجانب؟ هو: لاأنا: إذاً الحصول على سكن يناسب أسرتك وحصول أسرتك على تأشيرة الإستقدام بدون تدخل منك؟هو: نعمأنا : هل تتذكر يوم أن توقفت فى الشارع أثناء السير وقررت التوقف عن البحث يائساً من الإستقدام؟هو: نعمأنا : وهل تتذكر أنى كنت واثق من العكس؟هو: نعم ..... (صوت إبتسامة)أنا: الحمد لله أن وصلت الرسالة ..السلام عليكم تصبح على خيرهو: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتةإفعل ما عليك فالله يدبر الأمور من حيث لا تعلم .. ثق تماماً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وليدبر الله بدون حول لك ولاقوة....